الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

ميادة الحناوي

خلال مرحلة الثمانينات في البقاع، لم تكن انتانات التلفزيون القديمة، تلتقط سوى القناة الرسمية السورية، التي كانت معروفة عن ظهر قلب، ببرامجها الأسدية والبعثية ومزينة ببعض المسلسلات والأفلام المصرية، ومن أدوات التلفزيون البعثي كانت ميادة الحناوي في أغنية "يا حافظ العهد" الى جانب قصيدة "سلاما أيها الأسد" للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري، التي تكررت اكثر مما تكرر بيت الممتني "الخيل والليل والبيداء تعرفني"...



 أحسب أن ميادة الحناوي لا تزال في ذلك الزمن، كانت النموذج في بلد تمارس فيه "العبادة الشخصية" او الرئيس يحتل المشهد العام، فيصبح كل نجاح مرفقا بشكره، فأن يفوز رياضي بميدلية لا بد وان ويشكر الاسد وان يصعد رائد فضاء الى القمر لا بد له من تمجيد "السيد الرئيس"، وكذا الامر في الشهر والحياة العامة والتمثيل، ميادة الحناوي كانت اسدية منذ البداية وحتى الان بقيت على هذا النحو في مواقفها المناهضة للتحركات والاحتجاجات والثورات ضد الأسد.


وراجت في أيام مجد" ميادة الحناوي الأسدي، شائعات شعبوية "مخابراتية" لا تحصى،  عن علاقتها برفعت الاسد(شقيق حافظ الأسد والموسيقار محمد عبد الوهاب، فقيل ان الأول كان يحبها ورفضت الزواج منه فنثر على جانب من وجهها "مية النار"، احسب ان هذا كان جزءا من مخيلة الناس في الريف النائي في البقاع، كانوا بمعنى من المعاني، يقدمون عن قصد او غير قصد صورة لطهرية الفنانة السورية، ويستندون بأقوالهم الى ان ميادة الحناوي لم تكن تظهر وجهها كاملا على الشاشة في تلك الحقبة... وشائعة علاقة ميادة بعبد الوهاب، ليست بعيدة من اسطورة الطهرية والشرف الرفيع، فقيل وفي القول اثم، ان ميادة التقت عبد الوهاب في أحد مصايف دمشق واتفاقا على اللقاء في القاهرة من اجل التعاون، وحين ذهبت الى هناك برفقة شقيقها واشترط ليقدم لها لحنا ان تكون حبيبته او شيء من هذا القبيل، والرواية الأخرى تقول ان الحناوي تعاملت مع كبار الملحنين أمثال الكبير محمد الموجي الذي قدّم لها أولى أغنياتها، ما أغضب عبد الوهاب وجعله يتراجع عن أغنيته لها "في يوم وليلة" فغنتها المطربة الراحلة وردة.  

وما بين المطربة السورية الحلبية والمطربة الجزائرية، كواليس وصراعات محورها الموسيقار بليغ حمدي، فقيل إن ميادة صدمت بليغ حمدي وعندما صرح للملأ بأن جميع ما غنته ميادة الحناوي ما هو إلا أعمال قدمت كمصالحة لوردة الجزائرية من تحت لتحت لم تكن تعلم بها ميادة، فجن جنونها وهاجت وأطلقت عبارات الحقد ضد وردة. وبعض النقاد يعتبر ان ميادة أكثر تلاميذ بليغ حمدى بلادة، الذي كاد في فترة من الفترات، أن يفضلها على مشروع حياته وردة، فكتب ولحن لها خصيصًا، وأنتج معها أفضل أغانيها، وأكثرها شهرة واستمرارًا، وربما لم تغن بعدها ميادة شيئًا، سوى بعض الأغاني القليلة التي تشبهت بألحانه. هكذا بقيت ميادة أسيرة التعاون مع بليغ حمدي، وهي اسيرة مجموعة من ال


ولا يمكن وصف تجربتها بـ"العظمة على العظمة"، وبقيت اسيرة بضعة اغنيات تشبه بعضها، ولا ادري اذ كان يمكن وصفها بأنها من جيل العملاقة ولا أعرف ان كانت تنطبق على اغنياتها "الزمن الجميل"، وهي ليست مطربة نوستالجيا، ونادرا ما اختار احد الهواة اغنية من اغنياتها في مsابقة تلفزيونية، ولم تكن مطربة جماهيرية وحتى نخبوبة، كأن شخصية صوتها لم تكن كافية لتكون ذات طابع خاص، وهي في هذا المجال تشبه مواطنتها أصالة نصري...



حتى الآن ما وزلت ميادة الحلبية مطربة اسدية، برغم ان حلب منكوبة جراء الطيران الاسدي، وهي تشارك غدا في مهرجانات بعلبك الدولية. ومن المتوقع ان تقدم قصيدة خاصة للشاعر صالح هواري من الحان بديع العلي. يذكر ان ميادة سبق وسجلت أغنيتين هما "يوم الشهيد"، و"عيني"، كلمات شوقي حجاب، وألحان الجزائري نبيل فاضل وسوف تقدم الحناوي مجموعة كبيرة من أجمل أعمالها الغنائية الخالدة في ذاكرة الجمهور نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر : “أنا بعشقك” و “الشمس” وغيرها،